الحراك الشعبي

ترهيب الناشطين في العراق: نجاة اثنين من استهداف بعبوتين صوتيتين في ذي قار

استهدف مسلحون مجهولون، الإثنين، منزل أحد الناشطين في تظاهرات الناصرية، مركز محافظة ذي قار الجنوبية، بعبوة صوتية تسببت في أضرار مادية بواجهة المنزل دون تسجيل خسائر بشرية، في حادثٍ هو الثاني من نوعه خلال الساعات الـ24 الماضية.
ونقلت مواقع إخبارية محلّية عن مصادر أمنية قولها، إن «المسلحين لاذوا بالفرار بعد إلقاء القنبلة على منزل الناشط المستهدف في حي الشهداء وسط الناصرية» مشيرة إلى أن «الجهات المختصة فتحت تحقيقا بالحادث لمعرفة الجهة التي تقف وراء هذا الاستهداف».
وفي وقتٍ سابق من ليلة الأحد/ الاثنين، استهدف مسلحون مجهولون منزل ناشطٍ آخر في تظاهرات الناصرية، بعبوة صوتية وضعت أسفل مركبته في ناحية أور، أدت إلى أضرار مادية في المركبة وواجهة المنزل.
ووفقاً للمصادر، فإن الأجهزة الأمنية، فتحت تحقيقا بالحادث لمعرفة الجهة التي تقف وراء هذا الاستهداف، كما لم تذكر المصادر، أسماء النشطاء المستهدفين.
يأتي ذلك، عقب اغتيال علي كريم، نجل الناشطة المدنية فاطمة البهادلي، إذ عثرت قوات الأمن على جثة الشاب الذي يبلغ من العمر نحو 30 عاما في قضاء الزبير في محافظة البصرة الجنوبية.
وحسب المصادر فإن «الجثة كانت عليها آثار 3 إطلاقات نارية بالصدر، وذلك قرب حقول الدواجن في منطقة مزارع الرفع التابعة للقضاء».

تعاز واستنكار

ونشر ناشطون، تعازي بهذا الشأن على الصفحة الشخصية للبهادلي، في موقع «فيسبوك» استنكروا فيها استمرار عمليات الاغتيال والاعتداءات والاستهدافات المتكررة التي تطال الناشطين والمتظاهرين.
والضحية يمتلك 3 أجهزة هواتف نقالة، لم ينقطع إرسالها في آن واحد، حسب المصادر التي أكدت ان آخر إشارة رصدت له كانت في منطقة الجمعيات، وبعد ذلك فقدت تلك الإشارة.
وأضاف مقربون من علي، لموقع «المربد» البصري، أن «المنطقة التي وجدت فيها جثة الشاب علي تعتبر منطقة نفطية محرمة يصعب على أي شخص الدخول لها، ما يعني أن الجهة التي نفذت الجريمة تعتبر متنفذة».
كما حمل أصدقاؤه، اللجنة الأمنية العليا والسلطات المختصة، مسؤولية الحادث وغياب دورها في حفظ أمن البصرة وانتشار عمليات القتل بغض النظر عن الدوافع سواء كانت إرهابية أو جنائية أو عشائرية.
وفي العاشر من كانون الأول/ ديسمبر 2020 حصلت الناشطة المجتمعية البصرية، فاطمة البهادلي على الجائزة الإقليمية لمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا المقدمة من مؤسسة «فرونت لاين ديفندرز» ضمن احتفال المؤسسة بنخبة من المدافعين عن حقوق الإنسان في الحفل الذي يقام سنوياً في دبلن عاصمة إيرلندا.

«أيادي الغدر»

إلى ذلك، عزّت وزيرة الهجرة، إيفان جابرو، بجريمة اغتيال، كريم،، في البصرة. وقالت في بيان: «بقلوب يعتصرها الحزن والألم، تلقينا نبأ وفاة علي كريم الموظف في فرع وزارة الهجرة والمهجرين في محافظة البصرة، نجل الناشطة المدنية فاطمة البهادلي رئيسة جمعية الفردوس في البصرة، التي فجعت بفقدان ولديها خلال عامين، فما أصعب هذا القدر الذي فطر قلب الأم على فلذة كبدها».

قوات الأمن تفتح تحقيقاً في الحادثتين… ولا أضرار بشرية

وأضافت: «لقد كان الفقيد الذي نعرفه وعائلته معرفة شخصية مثالاً للإنسان الناجح والموظف الكفوء المخلص لعمله، لقد خسرنا هذا الإنسان النبيل عندما امتدت أيادي الغدر لتنهي حياته».
وتابعت: «في الوقت الذي نعزي فيه عائلة الفقيد علي كريم ووالدته الأخت الغالية الأستاذة فاطمة البهادلي، نطالب الجهات الأمنية بملاحقة الجناة والاقتصاص منهم. الرحمة والسلام لروحه الطاهرة».
وسادت حالة من الغضب الشعبي، في العراق، إثر جريمة الاغتيال، حيث ضجت مواقع التواصل الاجتماعي، بالحادثة، وطالبت الجهات المختصة، بالكشف عن تفاصيلها، والقبض على المتورطين بها، والجهات التي تقف خلفهم.

وأدان «ائتلاف النصر» بزعامة رئيس الوزراء الأسبق حيدر العبادي، اغتيال الناشطين، فيما أشار إلى أن الأمر «يهدد الأمن والوحدة الوطنية».

وقال في بيان، «يدين ائتلاف النصر استمرار سياسة اغتيال الناشطين، ويرى فيها إصراراً على ضرب الأمن والاستقرار والوحدة الوطنية، ويدعو سلطات الدولة لضرب واستئصال مجاميع الجريمة والفوضى والأجندات المشبوهة».
وأضاف: «في الوقت الذي يعلن ائتلاف النصر وقوفه إلى جانب الشعب ونخبه وناشطيه ممن يدافعون عن آمال الشعب، فإنه يؤكد أنّ منطق الدولة سينتصر على منطق اللا دولة، فالدولة تخسر معاركاً لكنها تكسب الحرب».
وأظهرت مشاهد فيديو التقطها نشطاء محافظة البصرة، لحظة تلقي الناشطة البهادلي، نبأ العثور على جثة ابنها علي في قضاء الزبير.
وتوجه عدد من النشطاء إلى محل سكن الناشطة البهادلي، لتقديم واجب العزاء، فيما نقلوا عنها رسالة طلبت منهم إيصالها إلى وسائل الإعلام، مفادها «أحمّلكم أمانة أن تنقلوا ما أقوله إلى وسائل الإعلام، لقد طلبوا مني قبل شهر مغادرة البصرة.. قالوا لي عليكِ مغادرة المدينة. لكنّي لم أغادر لأني لا أستطيع العيش خارج مدينتي. وما جرى الآن هو الرد لعدم مغادرتي». دون أن تذكر هوية الجهة التي قامت بتهديدها. وكريم من مواليد العام 1995 غير متزوج، وقد اختفى منذ الجمعة الماضية، بعد أن أبلغ ذويه أنه ذاهب إلى أحد مسابح البصرة.