مقالات مختارة

الى دولة رئيس الوزراء المحترم السيد مصطفى الكاظمي

احمد عياش السامرائي 

بدءاً لا اعلم ان كانت اثار الدولة العباسية تحظى باهتمام دولتكم ام لا ، لاسيما وان هناك من يعتبرها حقبة مظلمة ويجب ازالتها واخشى ان تكون واحداً منهم .

بكل الاحوال وايّاً كان ما تراه، عليك ان تتعامل مع تأريخ العراق ومناطقه الاثرية العريقة من منطلق رجل الدولة لا من منطلق شخصي كي تتعامل بجدية مع ما يجري من طمس متعمد لهذا الارث الحضاري العظيم الذي يتبدد ويهدّم ويسرق منذ 18 سنة حتى الآن...

وفي هذا السياق ربما تعلم دولتك ما يجري في سامراء ( عاصمة الخلافة العباسية ) من سرقة للاراضي المحددة كمناطق اثرية لدى وزارة السياحة والاثار ولدى منظمة التراث العالمي ( اليونسكو ) والتي تم تثبيت حدودها في عهد النظام السابق، وربما لاتعلم ، وها أنا اعلمك كي احرجك امام الرأي العام واسقط اعذارك امام التاريخ الذي سيحاسبك بلا رحمة حتى وان اختبأت وراء ادعاء انك رئيس وزراء انتقالي فحسب لم تحكم الا لسنة ونصف فالحاكم مسؤول امام الله والشعب والضمير والتاريخ ولو تسنم ذلك يوما واحدا فقط فكيف وانت تراوح في مكانك منذ سنة ونصف ممزقا بين رضا امريكا وغضب ايران.

يادولة الرئيس ان ما يحدث في سامراء من تحويل عائدية الاراضي التابعة لدائرة الاثار الى اراضي زراعيه ومن ثم بيعها وتعويضها عنها باراضٍ زراعية بعيدة عن المدينة!!!!.
دون ان يسأل احد نفسه: هل اراضي دائرة الاثار هي مجرد اراض زراعية ام انها استملكت اصلاً لان تحتها كنوزا اثرية ؟؟؟؟؟
هذه الجريمة النكراء التي يشترك فيها عدد من مسؤولي المدينة والمحافظة ستقع تبعاتها على عاتقك وحدك امام العراقيين وامام المنظمات الدولية المعنية بحماية الاثار  وسيفلت اللصوص بسرقاتهم وبسمعتهم ايضاً لانهم مجرد نكرات .

لا اخفيك دولة الرئيس انني اظن ظن الموقن انك تعلم بكل مايجري وانك مجبر ان تتغاضى وتتجاهل الامر لاسباب معلومة جليّة غير مخفية ولا مستترة، وان صمتك الرهيب هو ملاذ عجزك الاخير الذي تتدرع به كي لاتواجه عصابات الشياطين واولاد الافاعي من الميليشيات المتجبرة المتنمرة على الشعب والحكومة معاً دون رادع او وازع او حتى زاجر و ناهر ، لذلك حاولت في هذه الرسالة ان امدّ لك يد العون كي تنتفض من سبات التقاعس والصمت عن الخطأ الذي اعتقد انك مضطر لابطل اذ تختاره.
وعلى ان عوني لك هو جهد مقل ليس إلا، لكنني اؤمن بان الكلمة ربما تغير وجه الدنيا كلها في لحظة ، لذلك لجأت الى هذا السبيل من اجلي ومن اجلك ومن اجل وطننا العظيم سيد الحضارات الاولى ، وسأرسل نسخة اخرى من هذه الصرخة الى منظمة الحفاظ على التراث العالمي اليونسكو ، ونسخة اصلية الى الشعب العراقي العظيم المسروق المقتول المغلوب على امره ، كي اريح ضميري اولاً واريح اسلافي العراقيين القدامي مما يفعله من يدعون انهم احفادهم بارثهم الحضاري المنكوب.

تقبل احترامي وتقديري واعتذاري اذا كان في الرسالة ما كدّر خاطرك واثار شجونك ، لكنني اتمنى ان تنفض الغبار عنك وتكسر اغلال اسرك وترسل لجنة ابو رغيف الى سامراء لتقف عند حقيقة ما يجري .