مقالات مختارة

نتائج الانتخابات … قواعد اللعبة رسمت ملامح المرحلة

نتائج الانتخابات …

قواعد اللعبة رسمت ملامح المرحلة 

 

رسمت انتخابات ٢٠٢١ ملامح جديدة للعملية السياسية، فالمخرجات الأولية للانتخابات رفعت أحزاب وخفضت أخرى بطريقة غير متوقعة، لمعطيات عديدة أهمها ذات صلة بالجماعات السياسية وأدائها والنظام الانتخابي ذي الدوائر المتعددة والمزاج الشعبي وأداء المرشحين على المستوى الفردي وليس التنظيمي.

 

    ففيما يتعلق بالجماعات السياسية وأدائها، فبلا شك أن شريحة المشاركين في العملية الانتخابية قررت التحرك في أكثر من اتجاه، الأول قد يكون الاتجاه التنظيمي الإيجابي الداعم، وبدا واضحا في جماهير التيار الصدري وحزب الدعوة والحزبين الكورديين وتقدم، واتجاه ثانٍ آخر يمكن وصفه بـ"التشريني" للمرشحين الخارجين من رحم التظاهرات الشعبية وقدموا أنفسهم كمرشحين مستقلين أو منظمين ضمن حركة امتداد، وتوجه آخر ثالث يمكن وصفه بـ"التصويت العقابي" وهو تحول أصوات من جماعة لأخرى بسبب سوء الأداء وفشل المشروع كما في أنموذج كيانات فتح وحقوق وقوى الدولة.

     

    لقد أتاح نظام الدوائر المتعددة أن يركز الناخب العراقي على "المرشح المجرب" المؤثر في مجتمعه وذي الأداء المتميز، لذلك حاز عدد من المرشحين على أصوات كيانات كاملة فقط لكونهم قدموا خدمة لجماهير دائرتهم واستطاعوا توظيف مناصبهم وصلاحياتهم للحصول على ثقة تمثيل الدائرة في السلطة التشريعية.

 

أنظر إلى الإحصائيات أدناه …

 

إن المطلع على الإحصائيات أعلاه ربما يدرك كيف لعب النظام الانتخابي ذو الدوائر المتعددة دورا في توزيع المقاعد، وأن الجماعات التي حازت عددا من الأصوات قد يكون عالياً ولكنه لم يصلهم إلى عتبة الحصول على المقعد، وبالتالي الذي حصد المقاعد الأكثر هو الكيان الفاهم لقواعد اللعبة الجديدة للدوائر المتعددة.

     وهذا ما يفسر لماذا حاز (تحالف قوى الدولة) على أصوات تصل نسبتها إلى ٥٠% من أصوات (تحالف عزم)، في حين حصل تحالف عزم على ١٣ مقعدا وحازت قوى الدولة على ٢. ويمكن إجراء العديد من المقارنات الأخرى بين الكيانات السياسية بمقارنة أصواتها مع عديد مقاعدها في مجلس النواب.

 

    كان المزاج العام الذي ولد من رحم تشرين مضطربا بعض الشيء في ماهية التعامل مع انتخابات ٢٠٢١ المبكرة، فالأغلب قاطع ولاسيما في جماهير التظاهرات في بغداد العاصمة، ولكن بالمقابل ظهرت مشاركة ملحوظة في جماهير مدن الجنوب العراقي وتفاعلوا مع أطروحات حركة امتداد حتى حازت على قرابة ٣٠٠ ألف صوت، وهذا الرقم يستحق الدراسة والنظر فيه لما له من قيمة معنوية مقارنة بقوى سياسية تعتبرها نفسها مخضرمة في العمل السياسي بزعامة رموز كبيرة ولم تأتِ بأصوات مثل كتلة النهج الوطني برئاسة عدد من قادة الفصائل وآخرين والتي لم تحز سوى على ١٠٧ ألف صوت، وهو ما مثل انتقالة كبيرة يمكن التأسيس عليها للمرحلة المقبلة، خاصة إذا ما التزمت تلك القوى بجلوسها في مقاعد المعارضة النيابية ليتم التأسيس لعرف غائب عن العملية السياسية منذ عام ٢٠٠٦.

 

    قد تنهار كل هذه الملامح وتضيع كل تلك المفاتيح للتغيير وبناء جديد، في حال قررت القوى المتنفذة العودة إلى خيار التوافق لتجنب الصدام أو الأزمة، أو تكرار أنموذج الحكومة الضعيفة التي لا تتمتع بالثقل المساند المطلوب، وأيضا … في حال أيضا قررت قوى تشرين أو المستقلين المضي نحو الموالاة بعيدا عن المعارضة، وبذلك لا يكون هناك أمل بدفع الناس نحو صناديق الاقتراع مرة أخرى،