سلطة فلسطينية مدانة ومحور الممانعة والمقاومة أكذوبة

د. محمد صالح المسفر \ الشرق
تحية لقطاع غزة ومن عليه من البشر الصامدين في وجه الجبروت والطغيان الصهيوني بحماية أمريكية وتواطؤ عربي رغم كل الصعاب التي يواجهونها على مدار الساعة، تحية للشهداء الذين قضوا دفاعا عن أهلهم وارضهم واعراضهم داعين الله عز وجل ان يسكنهم جنات الخلود وان يصبّر أهلهم وذويهم على فراقهم الابدي وان يمدهم بنصر من عنده.
(2)
حرب السابع من أكتوبر من هذا العام سوف يسجلها التاريخ العربي بأحرف من نور لانها تسير في سياق قول الحق « كم من فئة قليلة غلبت فئة كثيرة بإذن الله والله مع الصابرين» ( البقرة 249 ) هذه الفئة القليلة من أهل غزة الصامدين تعيش تحت الحصار الظالم الذي يفرضه الكيان الصهيوني منذ عشرين عاما برغبة من السلطة العباسية الرابضة في رام الله وآخرين جوار غزة. وبالرغم من ذلك استطاعوا الصمود لأكثر من ثلاثين يوما وما برحوا صامدين بمفردهم وبدون عون أو مدد من أي طرف كان غير الله والإرادة الصادقة عند مقاتلي المقاومة الباسلة،نذكّر بأن دولا عربية بجيوشها الجرارة وبأسلحتها الفتاكة وعلى جبهتين شمالية وجنوبية لم تصمد في وجه الكيان الصهيوني لأكثر من خمسة أيام رغم دعم الاتحاد السوفيتي في عصره،وقعت حرب التحرير عام 1973 وسجل فيها جيش مصر العظيم ملحمة يذكرها التاريخ واجتاز خط بارليف المنيع، والجيش العربي السوري عبر مرتفعات الجولان ولكن تخاذل القيادات السياسية في القاهرة ودمشق لم يجنيا ثمار استبسال الجيشين العربيين فضاعت الجولان وذهب ريح مصر وما برحت تلوق آثار التواطؤ.
غزة، المقاومة الفلسطينية بقيت دون مدد تقاتل بمفردها ليس إسرائيل وحدها وإنما أمريكا وأوروبا والعرب من حولها على الارائك متكئين.
عواصم الدنيا اهتزت بهتافات الجماهير من اندونيسيا شرقا حتى الولايات المتحدة غربا مرورا بأوروبا، مئات الآلاف من البشر نزلوا إلى الشوارع يناشدون حكوماتهم بالتدخل لوقف المجازر التي ترتكبها إسرائيل الفاشية ضد المدنيين في غزة، أما عواصم العرب فمسيرات جماهيرية في بعضها خرجت تطالب بإلغاء الاتفاقيات المبرمة مع الكيان الصهيوني وعواصم عربية خرجت مسيرات خجولة وعواصم عربية بلا حراك وكأنها بعيدة عن المشروع التوسعي الصهيوني الاستيطاني.
(3)
السلطة العباسية في رام الله وبلا خجل تتبرأ من المقاومة الباسلة في غزة وتقول إنها « لاتمثل الشعب الفلسطيني» قالها محمود عباس على شاشة التلفاز، وعقبة السيد «الأحمق» ينكر أن في غزة مقاومة، وبلا خجل وبلا شرف وقف زعيم السلطة العباسية في رام الله بالأمس القريب على شاشات التلفزة العالمية يحرض الصهاينة والمجتمع الدولي على قيادة المقاومة في غزة قائلا بأوضح العبارات إن « قيادات حماس هربوا إلى سيناء مستخدمين سيارات الإسعاف « الأمر الذي أدى بجيش الكيان الصهيوني إلى اصطياد سيارات الإسعاف بمن فيها من المرضى والأطقم الطبية.
إذا سلمنا بأن قيادة السلطة تريد فناء المقاومة الوطنية في غزة وتحرض على إزالتها من الوجود فهل قدمت حماية لأهلنا في الضفة الغربية من تغول قطعان المستوطنين المسلحين، تقول المعلومات المؤكدة الصادرة من الضفة الغربية إن الجيش والأمن الإسرائيليين اعتقلوا أكثر من 2070 في الضفة الغربية والعدد في ازدياد على مر الساعة وإن اسرائيل اصدرت 1034 أمر اعتقال ووقع أكثر من 2200 جريح خلال شهر أكتوبر، والسؤال أليس من مهام السلطة الحاكمة أيا كانت وفي أي دولة حماية مواطنيها وممتلكاتهم، السؤال الآخر لأهل فلسطين أينما كانوا هل السلطة العباسية في رام الله جديرة بأن تحكم أهل الضفة وتفرض عليهم الجباية دون أن تقدم لهم الحماية من بطش قطعان المستوطنين وجنود الاحتلال الصهيوني؟
ذكرت صحيفة « واشنطن بوست « أن محمود عباس أبلغ وزير خارجية أمريكا انتوني بلينكن أنه مستعد للمساعدة في إدارة غزة إذا تم القضاء على حركة المقاومة الفلسطينية حماس في غزة، يا للهول!! هذا رئيس فلسطين يعلن أنه سوف يُعين الإسرائيليين على إدارة غزة إذا تمت هزيمة حماس، يا للعار !.
(4)
اليوم اكتشفنا أن محور المقاومة والممانعة أكذوبة ما بعدها أكذوبة، وأن وحدة الساحات التي ارمضوا مسامعنا بالحديث عنها أيضا أكذوبة وأن فيالق القدس المسلحة أكذوبة. في يوم الجمعة الماضي خرج علينا السيد حسن نصر الله زعيم المقاومة والممانعة على شاشات التلفزة العربية والفارسية وكنا نترقب بفارغ الصبر ماذا سيقول، والحق إنه خيب آمالنا وحطم معنوياتنا بما قال وليته صمت حتى تنجلي معارك غزة الباسلة لقد اجج الحرب ضد أهلنا في غزة بعد أن طمأن أعداء المقاومة الباسلة في غزة بأن حزبه لن يتدخل في الصراع الدائر على الساحة الفلسطينية لأنه لم يعلم بساعة الصفر في اليوم السابع من أكتوبر / تشرين الماضي ولا علم لإيران بذلك وأن القرار كان فلسطينيا بجدارة.
آخر القول: سقطت الأقنعة وتحققت أكذوبة وحدة الساحات وتحققت أكذوبة محور الممانعة والمقاومة ونال محمود عباس وسام الشجاعة من الأمريكان لقدرته على ضبط الأمن في الضفة الغربية.