رأي تجديد

غزة….. صيام بلا حدود

بين طيّات العدوان البربري على غزة، احداث ومواقف ومشاهد فريدة ما حصلت في منازعات سابقة، تلتقط بعض مشاهدها المكشوفة عدسة المصور، او عين الراصد، كما تختفي الكثير من تفاصيلها، مؤقتاً لتكون عناوين لسرديات  مقبلة ربما ستكون أكثر إيلاماً ولوعة، والحديث هنا عن معاناة الإنسان ألغزي العادي وهو يواجه القتل والدمار والتجويع، وهناك بالطبع جانب مشرق، صورة توثقها الاحداث من بسالة وبطولة نادرة يسجلها أبطال المقاومة في كل لحظة، وهم يدافعون عن الدين والمقدسات، عن الارض والعرض والنفس….
هنا نتذكر حديث الرَسُولُ المصطفى صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ  قوله: (مَنْ أَصْبَحَ مِنْكُمْ آمِنًا فِي سِرْبِهِ ، مُعَافًى فِي جَسَدِهِ ، عِنْدَهُ قُوتُ يَوْمِهِ ، فَكَأَنَّمَا حِيزَتْ لَهُ الدُّنْيَا)

‏من جمع الله له بين عافية بدنه، وأمن قلبه حيث توجه، وكفاف عيشه بقوت يومه، وسلامة أهله، فقد جمع الله له جميع النعم التي من ملك الدنيا لم يحصل على غير ها، وكأنها ركائز العيش، والتي من دونها لاتستقيم الحياة، لهذا لا ينبغي أن يستقبل الإنسان يومه  إلا
بالشكر والحمد.... ويتذكر قول الشاعر:

إذا ما كساك الدهرُ ثوبَ مصحَّةٍ *     
‏.         ولم يخل من قوت يُحَلَّى ويَعذُب
‏فلا تغبطنّ المترَفين فإنه * على 
‏            حسب ما يعطيهم الدهر يسلب

‏سلام على ⁧‫#غزة‬⁩ ، البشر والشجر والحجر، سلام عليها وهي تستقبل أول ايام شهر رمضان المبارك... و ⁧‫#الابادة_الجماعية‬⁩ لم تتوقف... والغزاة البرابرة سلبوها كل شيئ الامن، والصحة، ولقمة العيش.... الحياة بحذافيرها! 
‏إلا لعنة الله على الظالمين ومن أيدهم وأعانهم وسكت وداهن على ظلمهم...

لكن الانسان يتأمل ويسأل... كيف يمكن ان تقف البشرية مكتوفة الايدى متفرجة على مأساة لم يسبق غزة اليها أحد! والمساعدات متوفرة وبالإمكان ايصالها لو توفرت الإرادة ! وهنا بيت القصيد، والغريب ان المساعدات الطارئة إلى ⁧‫#غزة‬⁩ باتت إمّا طائرة أو عائمة.... ترى ماجدوى ⁧‫#معبر_رفح‬⁩  إذاً!!! وأمره بيد القريب لا البعيد الذي لايرتجى خيره ولا يؤمن شره! وما مصير آلاف الشاحنات المحملة بالمواد الاغاثية والتي مضى عليها في الانتظار أمام المعبر... أشهر؟؟؟؟ 
‏علما اهل غزة يتضورون جوعاً ولا يجدون مايفطرون عليه!!!! رغم ان أطنان الاغاثة تتكدس على مرأى البصر!!!
‏هنا تتلاعب السياسة بالقوانين الإنسانية الدولية... بل حتى بأواشج القربى وأخوة الدين، و يحلل صانع القرار و يحرم كيفما يشتهي دون رادع او حسيب، سعياً وراء مصلحة  انانية لاغير! هنا تسقط الاخوة والمروءة والكرامة... بل يتجرد الإنسان  حتى من إنسانيته وهل بعدها يبقى شيئ!! ويموت الأبرياء بالألاف، بينهم حتى صغار رضع، إرضاءا أو خوفاً من هذا او ذاك...!! إذاً  ما جدوى توفير ممرات آمنة ان لم تسهل وصول شاحنات الاغاثة  في الزمن الصعب!! بل ماقيمة التشريعات والقوانين الإنسانية  الأممية ان لم  تحمي الانسان و تضمن  له في المنازعات... فرصة عيش كريمة ومستدامة؟ بل ماقيمة  العصبية و الانتماء المشترك لدين او هوية…. غزة كشفت المستور، غزة لها مابعدها!