رأي تجديد

المزيد إشكالية أزمة سعر صرف الدينار العراقي تعاني العملة المحلية العراقية تراجعا ملحوظا أمام الدولار مسجلة مستويات متدنية أضرت بالسوق والمستهلك اقتربت إلى ١٦٠ ألف دينار لكل مئة دولار أمريكي، وأحدثت حالة من الركود توحي أن هناك انهيارا اقتصاديا مرتقبا أسوة بما تعانيه نظم سياسية كإيران وسورية ولبنان، حتى بدا لبعض المراقبين أن العراق على شفا اللحاق بهم قياسا بالأدوار والفواعل الإقليمية المؤثرة في الدول المذكورة.

المزيد مؤتمر بغداد للتعاون والشراكة... نسخة ثانية بمشاركة ١٢ دولة انطلقت النسخة الثانية من مؤتمر بغداد وهذه المرة في منطقة البحر الميت في المملكة الاردنية الهاشمية، ابتداءا نقول، من المفيد بالطبع ان تتطور العلاقات بين العراق ودول الجوار الى جانب العديد من الدول العربية الفاعلة، ويتحسن بمرور الوقت اداء العراق اقليميا وعربيا ودولياً، لكن الفاعلية السياسية الخارجية ستبقى رهن الفاعلية السياسية والاوضاع الداخلية، الدولة الناجحة في الداخل هي لاشك الدولة الناجحة في الخارج، وكلما تحسنت الاوضاع داخليا زادت الفاعلية السياسية في الخارج، وفي هذا المجال لازال العراق في اضعف حالاته وأسوأها، وفي هذا المجال، نراجع التقارير الدولية والمنظمات الاممية المتخصصة، نشير الى ماتكتب وتنشر وسائل الاعلام والصحف العالمية الرصينة عن العراق، التصنيف الدولي الرديئ لكفاءة الحكم في العراق وغياب الحوكمة… وفي الجعبة الكثير. باختصار السمعة الدولية للعراق ليست في صالحة ولا تساعد على فاعلية الدور الخارجي المنتظر للعراق.

المزيد وهم مكافحة الفساد في العراق عرّف البنك الدولي الفساد بأنه شكل من أشكال خيانة الأمانة أو الجريمة التي يرتكبها شخص أو منظمة يُعهد إليها بمركز سلطة؛ وذلك من أجل الحصول على مزايا غير مشروعة أو إساءة استخدام تلك السلطة لصالح الفرد. يمكن للفساد أن يشمل العديد من الأنشطة التي تتضمن الرشوة والاختلاس، ويتضمن أيضًا ممارسات تُعد قانونية في العديد من البلدان وفق هذا التعريف المقتضب الصادر عن مؤسسة مالية دولية، يمكن تجسيم شكل الفساد في العراق حتى يمكن فهمه وإلى أي درجة يمكن محاربته بالفعل، لاسيما وأنه مرتبط بفواعل السلطة (فرد وجماعات) بالدرجة الأساس وفي كافة مستوياتها، مع تمتعهم بالحصانة القانونية والدينية والاجتماعية التي تتيح ممارسة الفساد وسلوكياته المختلفة.

المزيد سرقة القرن…. الفساد يتفاقم واموال الدولة مستباحة… إن لم عقد أمس رئيس مجلس الوزراء محمد شياع السوداني مؤتمراً صحفيا، تحدث فيه عن التقدم الذي حققه في ملاحقة الجناة واسترداد بعض المال المنهوب… ولو أنه قطرة في بحر… مع ذلك هو خطوة في الاتجاه الصحيح… وقد تعهد السوداني باسترداد المزيد مستقبلاً... والقضاء على ظاهرة تفشي الفساد المالي والاداري، لكن الحديث وحده لايكفي ونحن بانتظار إجراءات صارمة. حقيقة… العراق يعيش كارثة تتمثل بالانحطاط المريع الذي تعرضت له ذمة من يتقلد الوظيفة العامة، إنها كارثة ، سببها ليس فقط ضعف الرقابة بل التردي الفاضح في القيم، حيث لم تتعرض الامانات الضريبية والگمركية على مدى تأريخ العراق للسرقة او التلاعب الا في هذا الزمن الرديئ الذي نعيشه… وهل يعقل ان الامين على هذه الاموال رئيس الهيئة العامة للضرائب يتورط في سرقة المال الذي أؤتمن عليه (حاميها حراميها)… لاشك هذه واحدة من إفرازات المحاصصة والمحسوبية وسيطرة الاحزاب الفاسدة على قرار التوظيف للمناصب الرفيعة في الدولة… فمتى يعود مجلس الخدمة العامة لممارسة وظيفته…. متى؟؟

المزيد الإبداع…..-في-امتزاج-الرياضة-بالتراث-والقيم الإبداع….. في امتزاج الرياضة بالتراث والقيم كان يوماً يدعو للمسرة والبهجة، حيث شهدت قطر حفل افتتاح مونديال فيفا عام 2022 ، بفعاليات جذّابة لم تخلوا من رسائل ومضامين بل ودلالات عميقة مزجت الرياضة بالدين والقيم والتقاليد والثقافة ، الحفل كان ممتعاً بل معبراً وملهماً وهي بشارة خير مبكرة لنجاح قطر في تنظيم بطولة عالمية احتكرت تنظيمها حتى الان دول غنية وصناعية متقدمة، قطر الراًئدة في ميادين عديدة قررت هذه المرة أن تكسر الحاجز وان تقبل التحدي والمجازفة وكرست مواردها مادية وبشرية وأنفقت بسخاء واستغرقت من الدولة 12 سنة من العمل المنظم الدؤوب واصلت فيه الليل بالنهار في تجربة فريدة لم يسبق لقطر ولا لدولة عربية أو إسلامية ان خاضت غمارها وتحملت اعباءها… ونجحت.

المزيد حكومة الاطار ام حكومة إئتلافية ... نشأت الحياة السياسية في العراق على مبدأ (حكومة الشراكة) والتي تعني بشكل أدق وبمعناها المعرفي الأكاديمي (الحكومة الائتلافية) التي تتشكل من توافق قوى مختلفة فائزة على تشكيل الحكومة وبرنامجها السياسي، ويتيح تحقق النصاب العددي المطلوب على تمرير معادلة تسمية رئيس الجمهورية والتصويت على رئيس مجلس الوزراء وكابينته الوزارية. ومن مسلمات الحياة السياسية وما أثبتته التجارب الماضية لخمس حكومات متتالية، أن "حكومة الشراكة" هي مسألة شكلية لا تحكمها الاتفاقات السياسية أو العهود والمواثيق المرعية التي تم الانقلاب عليها بعد حصول الحكومة على الثقة النيابية واستلامها مفاتيح السلطة الشاملة، فالدستور منح رئيس مجلس الوزراء صلاحيات مطلقة كمسؤول تنفيذي، كما منحته الكتلة الأكبر عددا الحصانة من المساءلة النيابية أو السياسية تجاه تطبيق الدستور أو الاتفاقات السياسية.

المزيد زيارة الرئيس جو بايدن للمنطقة... الحصاد حظيت الزيارة عالمياً بالاهتمام والترقب وهناك اكثر من سبب لذلك، لعل في المقدمة الحرب الروسية على اوكرانيا وآثارها على الطاقة والغذاء، ومن جانب دول الخليج العربية، فان الزيارة تأتي بعد سنوات كان الرؤساء السابقين، اوباما وترامب قد ودعوا المنطقة لانها كما زعموا فقدت اهميتها الجيوسياسية من جهة وجاذبيتها الاقتصادية من جهة أخرى ولم تعد في نظرهم مجرد بقرة حلوب، ولا ننسى في هذا الصدد موقف الرئيس بايدن الحاد من القيادة السعودية واعلانه خلال الحملة الانتخابية عزمه على تحويل السعودية الى دولة منبوذة كرد فعل على قضية مقتل الاعلامي السعودي المقيم في امريكا جمال خاشوقشي رحمه الله ، وبالطبع كان للولايات المتحدة دوافعها ومجرد القدوم للمنطقة واللقاء بالقادة العرب دليل على تغيير ملموس في السياسة الخارجية الامريكية، والاهتمام بدول المنطقة والتواصل معها، وتجنب ترك فراغ قد يغري بالمزيد من بسط النفوذ من جانب الصين او روسيا، كما لاينبغي ان ننسى الملف النووي الايراني وقد بلغ مراحل حرجة للغاية.

المزيد لا إصلاح دون ….مصلحين يقول العالم اينشتين “ان من الغباء توقع نتائج مختلفة باستخدام نفس الادوات وتطبيق نفس الاليات“ حكمة لايختلف عليها إثنان اللهم باستثناء الفاسدين المتهافتين على السلطة، حيث ينظرون اليها كهدف وليس وسيلة لخدمة الوطن والمواطن. ومن خلالها يتواصل النهب المنظم، هؤلاء لايحزنهم الوضع الكارثي الذي بات عليه الوطن، لايقلقهم الوضع الصحي وانتشار الاوبئة، كوفيد 19، الكوليرا والحمى النزفية، ولايستثيرهم سيل الصواريخ يضرب يمنة ويسرة خارج ارادة الدولة بل تلبية لصراعات اقليمية وتسديدا لحسابات بين دول، الكل يعلم من وراءها، ولا يعنيهم توسع رقعة التصحر وانحسار مياه دجلة والفرات، بسبب قطع الانهار المشتركة وتحويلها بعيدا عن الاراضي العراقية، هل نتحدث عن تنامي الخلافات بين المركز والاقليم حول ملفات هامة في المقدمة منها الجدل الدائر حول استثمار ثروة النفط والغاز وعوائد المنافذ، ماذا عن ملف حقوق الانسان والمغيبين قسرياً والابرياء الراقدين منذ سنوات خلف القضبان، ماذا عن تفشي الجرائم والعنف الاسري، ماذا عن تنامي الفتن والصراعات المسلحة بين العشائر وضياع هيبة القانون!! ماذا عن تفشي ظاهرة المخدرات، ماذا عن الفقر وتفشي البطالة بين الخريجين الشباب، واخيرا وليس آخرا ماذا عن الفساد الذي بات يشكل ظاهرة، بينما تقف الاجهزة الحكومية عاجزة وتخشى ملاحقة زعماء المافيا من سياسيين معروفين بينما المكافحة محدودة وتقتصر على صغار الفاسدين فحسب.

المزيد القضاء المستقل ضرورة…. تستدعي ردع المتدخلين وفق القانون، فإن المحكوم غيابيًا لابد أن يمثل أمام القضاء، وعلى هذا الاساس عاد الدكتور رافع العيساوي، و بعده الشيخ علي الحاتم الى بغداد، وهو أمر طبيعي، ليقول القضاء كلمته في اوامر القبض او الاحكام الغيابية الصادرة سابقاً. وهي بادرة طيبة لاتوحي فقط بثقة المتهم ببراءته، بل بثقة المتهم بالقضاء.

المزيد الانسداد السياسي… شيء من أزمة النظام في العراق لم تكن أزمة ما سُمي بـ"الانسداد السياسي" أو "الانغلاق السياسي" وليدة اللحظة أو نتاج انتخابات ٢٠٢١ المبكرة، بل هي صفة مُلازمة للحياة "السياسية" في العراق والتي تسمى (أزمة النظام السياسي) العاجز عن إيجاد حلول لأزمة تسمية رئيس الجمهورية، والخالي أيضا من أي صفة إلزامية للمؤسسات والجماعات لاتخاذ التدابير البديلة لأي جمود يعانيه المشهد السياسي. مرت ٦ شهور على إجراء الانتخابات وظهور نتائجها ولم تر الحكومة الجديدة النور حتى اللحظة، بل يعتقد أن أزمة تسمية رئيس الجمهورية فقط دون الحديث أزمة تكليف رئيس الوزراء، ستستمر لشهر آخر دون التكهن بمستقبل وأفق حلها بسبب تمسك كلا الفريقين اللذين يتزعم أحدهما التيار والآخر الإطار بمشروعهما، فالصدر مصمم على مبدأ "الأغلبية الوطنية" أو ما يصح تسميته بالحكومة الائتلافية، بينما يصر فريق الإطار الشيعي على ضرورة التئام الأغلبية الشيعية النيابية لتشكيل الكتلة الأكبر وتمرير رئيسي الجمهورية والوزراء.